الجهود الدولية لتحريك الجمود السياسي في ليبيا تصطدم بعقبات داخلية
شهدت ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية تحركات إقليمية ودولية بهدف تحريك العملية السياسية المتوقفة إثر تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في أواخر 2021. لكن مراقبين يرون أن الخلافات لا تزال عميقة بين أهم أطراف الأزمة: حكومة عبد الحميد دبيبة في طرابلس وقوات المشير خليفة حفتر في بنغازي، بشأن طريقة المضي قدما لتنظيم اقتراع يشارك فيه الجميع ويفضي لتوحيد سلطات البلاد. تشكيل حكومة موحدة تتولى تنظيم انتخابات تفضي لتشكيل سلطات مستقرة ومركزية في ليبيا، ذلك هو الهدف المعلن من التحركات الدولية والإقليمية على الساحة الليبية التي تعاني للعام 13 على التوالي من تفكك مؤسساتها السياسية والأمنية والعسكرية بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في 2011.
وتتقاسم حكومتان السلطة، الأولى تسيطر على غرب البلاد ومقرها طرابلس ويرأسها عبد الحميد دبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021 بدون الحصول على ثقة مجلس النواب، وأخرى تسيطر على شرق البلاد من بنغازي ويرأسها أسامة حمّاد وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
ومنذ توقف صوت البارود والمدفعية بعد العملية العسكرية التي شنها حفتر من أبريل/نيسان 2019 إلى يونيو/حزيران 2020 التي فشلت في تحقيقها هدفها المتمثل بالسيطرة على طرابلس، تعثرت العملية السياسية بعد انهيار الانتخابات التي كانت مقررة في كانون الأول/ديسمبر 2021 وسط خلافات حول أهلية المرشحين الرئيسيين خصوصا من مزدوجي الجنسية والعسكريين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.