نازحو غزة يعانون من تفاقم المشكلات الصحية    
 فر آلاف الفلسطينيين من منطقة في وسط قطاع غزة يوم الاثنين بعد أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في منطقة أخرى تعج بالفعل بالنازحين الفارين من العمليات في جنوب القطاع.
وأمضت القوات الإسرائيلية، التي تسيطر حاليا بالفعل على كامل قطاع غزة تقريبا، الأسابيع القليلة الماضية في تنفيذ عمليات كبيرة في مناطق سبق أن أعلنت أنها قضت على مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فيها.
ويتكدس مئات الآلاف في دير البلح، وهي مدينة صغيرة وسط القطاع تمثل المنطقة الوحيدة الكبيرة التي لم يتم اقتحامها بعد. واضطر كثيرون للتوجه إليها هربا من القتال في خان يونس الأسبوع الماضي.
وفي أحدث هجماتها، أصدرت إسرائيل أوامر للسكان يوم الأحد بإخلاء مخيم البريج الواقع في شمال شرق دير البلح.
وقالت آية منصور لرويترز في دير البلح بعد مغادرة البريج “شو ظل؟ دير البلح؟ دير البلح امتلت ناس؟ كل غزة، وين الناس تروح؟”.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة قصفت 35 هدفا في أنحاء قطاع غزة على مدى يوم الأحد في ظل مواجهات مع مسلحين في خان يونس ورفح. وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي أن معارك ضارية تجري في المنطقتين بالإضافة إلى حي تل الهوا في مدينة غزة الواقعة في الشمال.
وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن ما لا يقل عن ثمانية فلسطينيين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق في خان يونس.
وأصدر الجيش يوم الأحد أوامر جديدة بالإخلاء لبعض أحياء البريج، مما أجبر الآلاف على المغادرة قبل تفجير الجيش لعدة منازل.
واستخدمت بعض العائلات عربات تجرها الحمير وعربات توك توك لحمل متعلقاتهم المتبقية. وسار كثيرون لعدة كيلومترات على الأقدام للوصول إلى دير البلح أو الزوايدة في الغرب.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو 14 بالمئة فقط من قطاع غزة لم يصدر له الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء. واضطر كثيرون للنزوح عدة مرات، وفي أغلب الأحيان يتم إخطارهم قبل بضع ساعات فقط.
وقال تامر البرعي موظف الإغاثة إن الحصول على المياه في دير البلح يزداد صعوبة بتزايد النازحين الواصلين من خان يونس والبريج.
وأضاف “الوضع كارثي والناس نايمين في الشوارع”.
* محادثات وقف إطلاق النار
رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه مظاهرات أسبوعية من إسرائيليين يطالبون بوقف إطلاق النار لإعادة أكثر من مئة رهينة من غزة، فإن المفاوضات، التي تتوسط فيها مصر وقطر، لم تحرز إلا تقدما ضئيلا.
ومن المقرر أن تُستأنف المفاوضات بعد عودة المسؤولين الإسرائيليين من أحدث جولة من المحادثات في روما يوم الأحد. وقالت واشنطن، التي ترعى المحادثات، مرارا إن التوصل إلى الاتفاق بات قريبا، فيما تدور المحادثات مؤخرا حول مقترح كشف عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو أيار.
وقالت آية محمد (30 عاما)، إحدى سكان مدينة غزة وتقيم في دير البلح “الناس هنا عايشة على أمل أنه في وقف إطلاق نار بس كله كذب، أنا رأيي أنه راح أموت هنا، ما حدا عارف مين بده يموت قبل التاني هنا”.
وتسببت صعوبة الحصول على المياه في تفاقم المشكلات الصحية الناجمة عن سوء الصرف الصحي. وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة إن العديد من النازحين أُصيبوا بأمراض جلدية، ويعاني الأطفال من الحمى ويبكون باستمرار ويرفضون الطعام أو الرضاعة الطبيعية.
رويترزمن نضال المغربي ورمضان عابد

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.